top of page
AAA

تكنولوجيا البلوكتشين: من الفكرة الأولى إلى الثورة الرقمية

لطالما كان العالم الرقمي في بداية التسعينات يتطور بسرعة، ومعها جاءت الحاجة إلى وسائل آمنة وقابلة للتحقق لتسجيل الوثائق الرقمية بطريقة آمنة. في عام 1991، قدم الباحثان ستيوارت هابر ودبليو. سكوت ستورنيتا مفهوماً مبتكراً حدث الأساس لما نعرفه اليوم بتقنية البلوكتشين.


رؤية هابر وستورنيتا في الأيام الأولى:

كانت دافع هابر وستورنيتا واضحة وبسيطة: كيفية ضمان سلامة وأصالة الوثائق الرقمية؟ قدموا حلاً يتضمن إنشاء سلسلة آمنة من الكتل تحتوي كل كتلة على بصمة زمنية ورابطًا إلى الكتلة السابقة باستخدام تقنية التجزئة التشفيرية. هذا النظام ضمن أن أي محاولة لتعديل وثيقة تتطلب تعديل جميع الكتل التالية، مما يجعل العملية صعبة للغاية وعملياً من الناحية الحسابية.


التطور: من المفهوم إلى العملة:

على الرغم من عبقرية فكرة هابر وستورنيتا، إلا أن فكرتهم لم تحظى بالاعتماد الواسع في ذلك الوقت. لم تتحقق الإمكانيات الحقيقية لمفهومهم حتى عام 2008. هنا دخل ساتوشي ناكاموتو، الشخص الغامض والمستعار الذي قام بإنشاء بيتكوين.


أدى الورقة البيضاء لناكاموتو "بيتكوين: نظام نقدي إلكتروني ند لند"، التي نشرت في عام 2008، إلى إدخال عملة رقمية لامركزية حلت مشكلة الإنفاق المزدوج بدون الحاجة إلى طرف ثالث موثوق به. كانت عبقرية بيتكوين في استخدام تقنية البلوكتشين، مصطلح ابتكر لوصف التكنولوجيا التي تدعمها.


الابتكارات لساتوشي ناكاموتو:

بنى ناكاموتو على مفهوم هابر وستورنيتا للبلوكتشين، ولكنه ذهب خطوات إضافية عديدة من خلال إدماج آلية الوفاء اللامركزية المعروفة باسم العمل البرهاني. كانت تفاصيل عملها كالتالي:


اللامركزية: على عكس الأنظمة المالية التقليدية التي تعتمد على سلطات مركزية، يعمل بلوكتشين بيتكوين على شبكة من العقد (الحواسيب) المنتشرة حول العالم. يحتفظ كل عقدة بنسخة من بلوكتشين وتشارك في التحقق وتسجيل المعاملات.

**العمل البرهاني:** لإضافة كتلة جديدة إلى بلوكتشين، تتنافس العقد (المنقبون) في حل الألغاز التشفيرية المعقدة. هذه العملية، المعروفة باسم التعدين، تتطلب قوة حسابية كبيرة. يحصل أول منقب يحل اللغز على إضافة الكتلة ومكافأته بعملات بيتكوين حديثة الطبع. تضمن هذه الآلية أن إضافة الكتل إلى البلوكتشين تكون صعبة، ولكن التحقق منها يكون مباشرًا.

**الأمان وعدم التلاعب:** تحتوي كل كتلة في البلوكتشين على تجزئة تشفيرية للكتلة السابقة، مكونة سلسلة غير قابلة للتغيير. أي محاولة لتعديل كتلة تتطلب إعادة التعدين لكل الكتل التالية، وهو أمر مستحيل تقريباً بسبب القوة الحسابية الهائلة المطلوبة. هذا يجعل البلوكتشين آمنًا للغاية ومقاومًا للتلاعب.


ما وراء بيتكوين: ثورة البلوكتشين:

على الرغم من أن بيتكوين كانت أول تطبيق وأكثرها شهرة لتقنية البلوكتشين، فإن المبادئ الأساسية لها لها تداعيات واسعة النطاق تتعدى العملات الرقمية. تقنية البلوكتشين توفر طريقة شفافة وآمنة ولامركزية لتسجيل وتحقق المعاملات من جميع الأنواع، بدءًا من المعاملات المالية وصولاً إلى بيانات سلسلة الإمدادات وحتى أنظمة الاقتراع.


التطبيقات العملية:

**المالية:** تقنية البلوكتشين تحدث ثورة في صناعة الخدمات المالية من خلال تمكين معاملات أسرع وأرخص وأكثر أمانًا. العملات الرقمية مثل بيتكوين وإيثيريوم فتحت أفاقاً جديدة لتطبيقات التمويل غير المركزي (DeFi)، مثل الإقراض والاقتراض والتداول دون وسطاء.

**إدارة سلسلة الإمداد:** من خلال توفير سجل شفاف وغير قابل للتغيير للسلع أث


ناء تنقلها عبر سلسلة الإمداد، تساعد تقنية البلوكتشين على تحسين قابلية التتبع وتقليل الاحتيال وزيادة الكفاءة. شركات مثل آي بي إم وولمارت بالفعل تستفيد من تقنية البلوكتشين لتعزيز عمليات سلسلة الإمداد الخاصة بها.

**الرعاية الصحية:** يمكن لتقنية البلوكتشين تعزيز أمان البيانات وخصوصية المرضى في أنظمة الرعاية الصحية. تسمح بمشاركة آمنة للسجلات الطبية بين مقدمي الرعاية الصحية مع ضمان أن يحافظ المرضى على سيطرتهم على بياناتهم.

**الاقتراع:** تنظم أنظمة الاقتراع المبنية على تقنية البلوكتشين بوتيرة تكنولوجية عمليات الانتخابات بشكل أكثر أماناً وشفافية. من خلال توفير سجل غير قابل للتلاعب للأصوات، يمكن للبلوكتشين المساعدة في منع الاحتيال الانتخابي وزيادة الثقة في العمليات الانتخابية.


الختام:

منذ بدايتها في أوائل التسعينات على يد هابر وستورنيتا إلى تطبيقها الثوري على يد ساتوشي ناكاموتو في عام 2008، انتقلت تقنية البلوكتشين بشكل كبير. تحولت من مفهوم نظري إلى أداة قوية بإمكانها تعديل صناعات متنوعة من خلال توفير طريقة آمنة وشفافة ولامركزية لتسجيل وتحقق المعاملات.


مع استمرارنا في استكشاف وابتكار تقنية البلوكتشين، من الواضح أن هذه التكنولوجيا ستلعب دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل العالم الرقمي.


المصادر:

1. هابر، س.، وستورنيتا، د. (1991). "كيفية تسجيل الوثيقة الرقمية". مجلة التشفيرولوجي. DOI: 10.1007/BF00196791.

2. ناكاموتو، س. (2008). "بيتكوين: نظام نقدي إلكتروني ند لند". ورقة بيتكوين البيضاء.

٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page